نصائح للتعامل مع الطفل المتنمر وتقويم سلوكه
هو طفل سليط اللسان يهاجم الآخرين باستمرار لفظيًا وبدنيًا ويحط من شأنهم وذلك بسبب مفهومه الذاتي الضعيف الذي يجعله دائمًا عدوانيًا، عادة يكون «المتنمر» وحيدًا أو لديه القليل من الأصدقاء أو ربما يكون زعيم عصابة يلتف حوله مجموعة من الأطفال ليقوم بحمايتهم، يعاني المتنمر غالبًا من صعوبات تعلم وربما يشجعه الوالدان على الشجار.
تأثير هذا السلوك على الآخرين داخل المنزل والمدرسة
يخلق هذا السلوك حالة من الهلع ومناخًا سلبيًا في المنزل والمدرسة ويتسبب في حدوث مواجهات وحرمان الآخرين من حقوقهم وإهدار الوقت، يفزع بعض الأطفال الآخرين من المتنمر وربما يتبعه الضعفاء رغبة في تجنب خطره أو ليحميهم من المتنمرين الآخرين. يشعر الوالدان بالفزع من الطفل من وقت لآخر كما أنهم يفقدون قوتهم أمام باقي أفراد العائلة. وتُخلق قدوة سيئة أمام الأخوة حيث أنهم يجدون إن العنف طريقة للتعامل مع المشكلات، ويتمنى الأطفال الآخرين لو أن لهم الشجاعة ليتصرفوا مثله حيث أن هذه القوة تلفت انتباه الآخرون بشكل كبير.
ما الإجراءات التي يجب أن تتبعها للسيطرة على السلوك
- أولاً: تحديد أسباب المشكلة السلوكية.
- ثانيًا تحديد احتياجات الطفل كما ظهرت.
- ثالثًا استخدام وسائل وفنيات محدّدة لجعل الطفل يعدّل أو يغيّر من سلوكه.
الأسباب الرئيسية لسوء السلوك
- الانتباه: يسعى هذا الطفل إلى جذب الانتباه ويستمتع بالانتباه الذي يحصل عليه من الأقران والراشدين.
- القوة: يُظهر هذا الطفل قوته عن طريق قدرته على إيذاء الآخرين بدنيًا، فاستخدام القوة البدنية يجعله يشعر بالسيطرة ع ى الموقف.
- الثقة بالنفس: يعرف المتنمر أن إيذاء الآخرين خطأ ولكن القوة البدنية تجعله يشعر بأهميته فهي تحسن مفهوم الذات المنخفض.
اكتشف الحاجات الرئيسية
- النوع/الهوية: يعتقد هذا الطفل أن بإمكانه تكوين علاقات عن طريق كونه الأقوى، ربما تعلم الطفل هذا الدرس في مكان ما في حياته.
- الهروب من الألم: ربما تكون حياة هذا الشخص سلبية جدًا وربما يكون خائفًا مما سيحدث بعد ذلك، لهذا يتبع سلوك التنمر كنوع من أنواع الحماية من الآخرين.
اكتشف الحاجات الثانوية
- الانتماء: يحتاج هذا الطفل إلى أن ينتمي إلى مجموعة ولكنه غ ر مقبول ولذلك فهو قائد جماعته الخاصة.
- القوة: يمارس المتنمر القوة عن طريق الإيذاء البدني؛ لأنه غير ناجح اجتماعيًا.
- الاستقلال: تجعل القوة البدنية هذا الطفل يشعر بالاستقلال وبأنه مسؤول عن حياته.
ما الإجراءات التي ستقوم بها حيال هذا السلوك
- استخدم طريقة «النقطة الأقل أهمية»، إذا هدد المتنمر أنه سيؤذي شخص ما لا تتركه يغادر. ربما يُقدم على تنفيذ تهديده ليحتفظ باحترام أقرانه، قل له «لقد هددت والآن لديك الوقت لتفكر إذا نفذت تهديدك سيكون ذلك مدبرًا» ثم اشرح له معنى ذلك: إذا اختار الطفل أن يستمر، يجب أن يكون مستعدًا لتحمل كل العواقب مهما كانت، ولكن لا تخبر الطفل ما هي العواقب بالتحديد.
- لا تفرض أن هذا الطفل عنيف، ربما يكون المتنمر ضعيفًا ويستخدم سلوكه ليخفي شعوره بعدم الأمان، ليس بالضرورة أن يكون الطفل الصاخب شخصية اجتماعية.
- شجع أي شخص راشد آخر مثل المعلم أو المدرب على إقامة علاقة شخصية مع هذا الطفل.
- فالطفل في حاجة لعلاقة مع نموذج قوي ناجح من الراشدين.
- كن لطيفًا معه بدلاً من أن تكون قاسيًا، يستطيع المتنمر التعامل مع العنف والقسوة فهذا أهم نقاط القوة لديه، ولكن لا يستطيع المتنمر محاربة المعاملة اللطيفة حيث إن ذلك ما يريده حقًا.
- خلص الطفل من هذا الموقف الصعب. عادة يتحمل المتنمر مسؤولية أكبر وسينفذ ما تقول. لتساعد هذا الطفل على الخروج من المأزق شجعه على أن يقول للآخرين «أن والده أو والدته لن يسمح له بالمشاجرة.»
- تذكّر أن الأطفال الذين يحاربون أفراد السلطة يفعلون ذلك فقط ليعوضوا نقصًا في شخصياتهم، وربما هم يدركون ذلك شخصيًا وربما لا. لذلك يجب عليك مساعدة الطفل على تحديد هويته.
- اجعل تعرض هذا الطفل للآخرين آمنًا بالنسبة له. وإلا سيستمر في سلوك التنمر؛ لأن ذلك يبعد الآخرين عنه ويحميه.
- ناقش معه بصراحة مشكلة عدم الأمان، إنها المشكلة الأساسية، أوكل لهذا الطفل مسؤوليات كبيرة ووجه طاقاته بطريقة بناءه.
- امدحه عندما يقوم بسلوك مناسب وأوصف هذا السلوك «بالقوي.»
- ضع أنشطة تظهر مهاراته القيادية بشكل إيجابي، ولكن يجب أن تجعل النجاح أو الفشل آمن.
- أظهر للطفل أنك تحترمه وتهتم به وتثق به، ويميل هذا النوع من الأطفال إلى أن يكون مخلصًا جدًا.
- ناقش هذه المشكلة مع المعلم ن والمديرين، واحرص على أن يحضر الطفل أي اجتماعات شخصية، إذا لم تفعل ذلك فستكون هناك فجوة في المصداقية بينك وبين الطفل.
- اجعل الطفل يساعد في تحديد العواقب التي يجب عليه تحملها.
- تأكد أن الطفل يعلم أنك تحبه ولكنه لا تحب السلوك.
- لا تضع الطفل في موقف يجعله يثبت نفسه وإلا سيتكرر سلوك المتنمر.
- أخبر الطفل أنه لا يمكن السماح بمثل هذا السلوك، يجب أن يدرك المتنمر احترامك للآخرين.
- لذلك تأكد من أنك لا تقوم بأي سلوك مستبد أو استغلال للسلطة.
- ممارسة الرياضة منفذ جيد لهذا السلوك. تحدث مع معلمين ومدربي التربية البدنية.
- اجعله يجلس أو يعمل مع الجنس الآخر.
- لا تنس القوة التحفيزية للكبرياء. ولكن تذكّر أن الكبرياء الحقيقي لديه مصدر واحد: الإنجاز الحقيقي مع احترام الآخرين الذي ينشأ من احترام الذات، يجب أن يمنح الوالد الطفل نجاحًا شخصيًا وإنجازات حقيقية لغرس الكبرياء داخله. وإذا لم يفعل ذلك سيجعل عدم احترام الذات والشعور بالخزي من الكبرياء مهمة صعبة لبعض الأطفال خاصة المتنمر.
احذر أن ترتكب هذه الأخطاء عند التعامل مع هذا الطالب، فقد تؤدي هذه الأخطاء إلى تعقيد المشكلة وازدياد حدتها:
- أن يقول الوالدان أو المعلمون «لن يحبك الافراد إذا تصرفت هكذا» هذا ما يريده المتنمر؛ لأن ذلك يمنحه الاهتمام الذي يريده. فنحن دائمًا نغفل حقيقة أن هذا الطفل سيدفع أي ثمن ليحظى بالانتباه والاهتمام.
- إحباط المتنمر على الملأ أو الفخر بانتصاراته البدنية.
- الحكم على الطالب بأنه متنمر في كل موقف ظهرت فيه سلوكياته السابقة.
- التعامل مع المتنمر بطريقة متناقضة وغير ثابتة.
- الرد على السلوك بشكل شخصي وإصدار تهديدات كمحاولة لتغيير السلوك.
- محاولة رشوة المتنمر.
- مهاجمة الشخص وليس السلوك.
- الفشل في اكتشاف الدوافع الخفية الحقيقية للمتنمر.
- الفشل في تعزيز السلوك الإيجابي للمتنمر.
- الاعتقاد أن المتنمرين أشخاص اجتماعيين، يمكن للمظهر الصاخب أن يكون مخادعًا ويعتقد
- الوالدان والمعلمون أن المتنمر شخص اجتماعي. ولكن العكس صحيح.
- استبعاد المتنمر.
- إغفال قدراته.
- حماية الآخرين وعدم حماية المتنمر على الإطلاق.
- الفشل في التعامل مع جانبي المشكلة، فكلنا نعلم أن لكل مشكلة جانبين. فمثلاً: نعلم جيدًا أن أي مشاجرة يشارك فيها طفلان، ومع ذلك فنحن نتعامل مع الطفل الأكبر عدوانية فقط بدلاً من التعامل مع كلا الطفلين، حتى وإن كان مزاح أحد الطفلين هو الذي سبب المشكلة فالطفل الذي قام بالهجوم البدني يحصل على اهتمام وتوبيخ أكبر.